وفي الصحيحين لما تخلف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عن غزوة تبوك كان يجيء ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم تبسم المغضب .
قال بعض أصحابنا في كتاب الهدي ومنها : أن التبسم يكون عن الغضب كما يكون عن التعجب والسرور فإن كلا منهما يوجب انبساط دم القلب وثورانه ، ولهذا تظهر حمرة الوجه لسرعة فوران الدم فيه فينشأ عن ذلك السرور ، والغضب تعجب يتبعه ضحك أو تبسم فلا يغتر المغتر بضحك القادر عليه في وجهه ولا سيما عند المعتبة كما قيل
وأسمع الناس يعدون من يظهر خلاف ما يبطن منافقا ، فكيف لي بطاعة الله تعالى والتخلص من النفاق ؟ فقال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: النفاق هو : إظهار الجميل ، وإبطال القبيح ، وإضمار الشر مع إظهار الخير لإيقاع الشر ، والذي تضمنته الآية إظهار الحسن في مقابلة القبيح لاستدعاء الحسن . فخرج من هذه الجملة أن النفاق إبطال الشر وإظهار الخير لإيقاع الشر المضمر
، ومن أظهر الجميل والحسن في مقابلة القبيح ليزول الشر فليس بمنافق لكنه يستصلح ألا تسمع إلى قوله سبحانه وتعالى { [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]}
وقال أبو داود ( باب في العصبية ) ثم روى بإسناد جيد إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه موقوفا ومرفوعا قال { [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]} حديث حسن ويقال : ردي وتردى لغتان كأنه تفعل من الردى ( الهلاك ) أراد أنه وقع في الإثم وهلك كالبعير إذا تردى في البئر وأريد أن ينزع بذنبه فلا يقدر على خلاصه . وعن بنت واثلة سمعت أباها يقول : قلت يا رسول الله ما العصبية قال { [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]} حديث حسن رواه أبو داود .
قال في النهاية : في الحديث العصبي من يعين قومه على الظلم ، هو الذي يغضب لعصبته ويحامي عنهم ، والعصبة الأقارب من جهة الأب كأنهم يعصبونه ويتعصب بهم أي : يحيطون به ويشتد بهم ، ومنه الحديث { [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]} والتعصب المحاماة والمدافعة .
لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من هم العداوات إني أحيي عدوي عند رؤيته لأدفع الشر عني بالتحيات وأظهر البشر للإنسان أبغضه كأنه قد حشى قلبي محبات ولست أسلم ممن لست أعرفه فكيف أسلم من أهل المودات الناس داء وداء الناس قربهم وفي الجفاء بهم قطع الأخوات فجامل الناس واجمل ما استطعت وكن أصم أبكم أعمى ذا تقيات
الأبيات الأربعة الأولى ذكرها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وقال من المتأخرين زمن هلاك بعضهم :
قوم مضوا كانت الدنيا بهم نزها والدهر كالعيد والأوقات أوقات ue]ص: 54 ] عدل وأمن وإحسان وبذل ندى وخفض عيش نقضيه وأوقات ماتوا وعشنا فهم عاشوا بموتهم ونحن في صور الأحياء أموات لله در زمان نحن فيه فقد أوذي بنا وعرتنا فيه نكبات جور وخوف وذل ما له أمد وعيشة كلها هم وآفات وقد بلينا بقوم لا خلاق لهم إلى مداراتهم تدعو الضرورات ما فيهم من كريم يرتجى لندى كلا ولا لهم ذكر إذا ماتوا عزوا وهنا فها نحن العبيد وهم من بعد ما ملكوا للناس سادات لا الدين يوجد فيهم لا ولا لهم من المروءة ما تسمو به الذات والصبر قد عز والآمال تطعمنا والعمر يمضي فتارات وتارات والموت أهون مما نحن فيه فقد زالت من الناس والله المروآت يا رب لطفك قد مال الزمان بنا من كل وجه وأبلتنا البليات
ما دمت حيا فدار الناس كلهم فإنما أنت في دار المداراة من يدر دارى ومن لم يدر سوف يرى عما قليل نديما للندامات
وقال زهير :
ومن لم يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
المنسم للرجل استعارة وهو في الأصل للدواب ، في الزبور : من كثر عدوه فليتوقع الصرعة . حكي أن داود قال لسليمان عليهما السلام : لا تشتر عداوة رجل واحد بصداقة ألف .